الحساب الوطني وليس الثأري

موضوع: الحساب الوطني وليس الثأري 10/02/09, 02:01 pm

حسن عصفور / أثارت قضية موت الشاب محمد الحاج في أحد مراكز الأمن في الضفة الغربية ضجة سياسية سريعة ، وهذا حق وواجب ، فسارعت الكتل البرلمانية الى تشكيل لجنة للتحقيق ، وهي المرة الثانية التي يتم بها ذلك بعد مجد البرغوثي ، وأصدرت المراكز بيانات تطالب بفتح تحقيق لكشف أسباب ما حدث ، ومختلف القوى السياسية كان لها ذات الموقف .

وتحركت وسائل الإعلام وتحدثت بتوسع كبير عن ذلك الحدث ، في سياق المسؤولية الخاصة لوسائل الإعلام لكشف الحقيقة ومحاربة أي مظهر من مظاهر تجاوز القانون ، أو التطاول عليه أو أخذه باليد ، وهي الرسالة التي يجب ألا تغيب عن المسئول أي كان موقعه ، وذهبت وسائل الأعلام المرتبطة بحماس او المتحالفة معها لتصنع منها القضية رقم واحد ، وكأنها كانت تتمنى وقوع مثل هذه الحدث كي تستغله لتغطي به جرائمها اليومية ضد الآخر قتلا وارهابا بكل صوره .

ومجددا تفتح هذه القضية كيفية متابعة ' الجريمة ' في جناحي الوطن ، وتناميها وأن اختلفت درجتها حجما وطبيعة بين ما يحدث في قطاع غزة وما يدور في الضفة الغربية ، وكلاهما مفوض وكل فعل ضد القانون مستنكر ولا بد من محاسبة مرتكبه مهما كانت صفته ومقامه ، لكن ذلك يفتح بابا يقفز عنه البعض بلا سبب واضح أو مبرر منطقي على الأقل .

فجرائم حماس يومية ضد عدد من أبناء القوى الوطنية وآخرها يوم أمس مع شاب اسمه نهاد أقرب الى الجبهة الشعبية من مخيم ' المغازي ' وسط قطاع غزة ، لم يسمع عنه أحد ، لم تشكل له لجنة ، لم تسير له مظاهرات ، لم تتذكره وسيلة اعلام ، ولم تشر له ' محطة بعينها ' نقلت خطبة حاقد ومتوتر ( وتناست أن تنقل كلمة واحدة من خطباء مظاهرات لعشرات الالاف في رام الله ) ، الحديث ليس عن كل الجرائم التي حدثت بل عن مسالتين حدثتا في ذات الوقت ، واحدة في الضفة واخرى في غزة ، الثانية مرت دون أن يمر عليها أحد ( بالمناسبة لا صلة لنا بأي تهم ). الى جانب قيام حماس بتفعيل قانون ' الطوارئ البريطاني ' بفرض الاقامة الجبرية على العشرات من أبناء قطاع غزة ، هذا الاجراء الذي يمثل سلوكا تعسفيا لا يمارسه سوى المحتل أو بعض من تلك الدول التي لا تعرف لثقافة الديمقراطية مكانا ( الغريب أنها تقريبا دول ممانعة تذكروا ذلك ) .

ولكن ما تكشفه مجمل هذه الأحداث ، هو الى أين يسير الوضع الاجتماعي الفلسطيني ، قبل السياسي ، أي ثقافة يتم نشرها ضد الاخر واي قيم يتم زراعتها داخل مجتمع مفترض أنه قادم نحو ' مصالحة وطنية ' تضع حدا للكارثة المركبة التي يعيشها الوطن الفلسطيني ، هل يدرك البعض حجم المأساة التي تنتظر المجتمع الفلسطيني في الزمن القادم ، وان الجرائم لا تنتج سوى ثقافة الثأر والثأر الأسود ، وأن المصالحات السياسية لن تعالجها بالسرعة والليونة التي يعتقد البعض ( الى اليوم لا زال الاحتقان قائما منذ الانتفاضة الاولى تجاه ممارسات معينة ) .

جاءت اللحظة التي يجب أن يقف الجميع ضد اخذ القانون باليد ومحاربة ثقافة الثأر والانتقام ، محاربة الجريمة بذات القوة والفعالية أينما تحدث وممن تحدث ، لا تمييز في الموت والقتل ان كان الهدف حقا صون الحياة للإنسان ومنح القانون بعض الحضور في الثقافة ...

hasfour@amad.ps

</FONT>

2009-02-10 12:06:30

مشكووووووووور يا أخى على جهودك الرائع وأتمنى لك التوفيق

مع تحيات : ساحر العيون

مشكووووووور يا أخى ساحر العيون على ردودك الجميل وجزاك الله كل خير

مع تحيات : أمير الحب